الثلاثاء القادم، هل يعيد ٧ أيار جديد ؟ يترقب اللبنانيون ومعهم كثير من العرب والغرب وطبعاً اميركا، لما ستقدمه جلسة الثلاثاء
الثلاثاء القادم، هل يعيد ٧ أيار جديد ؟
يترقب اللبنانيون ومعهم كثير من العرب والغرب وطبعاً اميركا، لما ستقدمه جلسة الثلاثاء القادم وكيف ستكون وما بعدها وهل سيتحقق المشروع الصهيو - أميركي القاضي بنزع سلاح المقاومة ؟
اسئلة كثيرة متشعبة تخطر في بال الجميع، دون يقين بإجابتها ومصيرها ومسارها وميثاقيتها، ولكل فريق حساباته التي ستنتج عن هذه الجلسة والتي ستكون من جلسات المجلس الوزاري التاريخية، يراهن البعض معها، أن تكون مفصلية لتحول المقاومة إلى ميليشيا، وجب تسليم سلاحها وباتت بحكم الفار من قبضة العدالة، ووجب أن يلتزم بموعد نهائي محسوم، هدفه، التسليم، والتسليم فقط .
حقيقة الامر، لا يتوقف الأمر على تسليم سلاح المقاومة، بل هو بداية لما ستؤول إليه المنطقة وما سيفعله كل متربص بلبنان، من صهيوني أو تكفيري، ناهيك عن المصير الأسود الذي تنتظره الطائفة الشيعية دون استثناء، من سيناريوهات سبق وشاهدنا بعضها في الساحل السوري وجنوبه، أو خلال حقبة خلت منذ عقود، تحكي بؤس الشيعة أنفسهم، فهل يعقل لأجيال اختلفت ضمن هذه الطائفة، تركت مصالحها ومستقبلها وأرزاقها زوداً عن الوطن، أن تنال مكافآة بأن تتحول من رمزٍ إلى عصابة، ومن حافظٍ للبلاد والعباد قبل الحفاظ على القانون، إلى خارجين عنه، وما هو المصير الذي سيلاقيه الشيعة، لبنان، بل المنطقة كلها، حال حصول هذا الأمر .
حقيقة أن من يغوص في التساؤلات والتحليلات، يستحيل أن يخرج بتصور واضح لحقيقة ما بعد الثلاثاء، وكيف ستتدحرج الامور، وهل سيكون لأميركا ما أرادت، أن تنهي المقاومة، بل تنهي الحالة الشيعية، وهل كل ما عجزت عنه اسرائيل طيلة عقود خلت، يمكنها أن تنتزعه اليوم بقرار وزاري ؟
يتيه السائل ويضيع في أروقة تكهناتٍ لن تنتهي إلا بعد انتهاء الجلسة وما سيتلوها ويسائل نفسه كما الكثيرين، هل سيعيد حزب الله القمصان السود إلى الطرقات وهل سيغلق الشيعة البلاد، ويقطعون أوصالها وماذا سيكون التالي ؟
الثابت الوحيد أن تجربة تسليم السلاح في التاريخ الحاضر القريب أو الماضي البعيد، أثبتت أن من يقوم بتسليم سلاحه من حركات مقاومة وتحرر حتى من خارجين على القانون، جمعهم مصير واحد، ألا وهو السحق والإنهاء والحديث عن تلك الجماعات كفئات خلت، يدونها التاريخ في سطوره وتكون ذكرى لمن سيأتي لاحقاً . ولأن المقاومة حفظت التاريخ جيداً وأخذت منه العبر، ولأن الطائفة الشيعية بمجملها يعرفون مصيرهم المرافق لتسليم السلاح، ولأن في لبنان شخصية سياسية مبدعة امتهنت خلق الحلول والمخارج من المستحيل، هو دولة الرئيس نبيه بري، ولأن المتسابقين من لبنانيين على اختلاف مذاهبهم، يدركون حقيقة، الإقدام على أي عمل استفزازي يثير هدوء المقاومة، ولأسباب كثيرة أخرى غيرها، وجب اختلاق وابتداع حل قبل فوات الأوان .
الخارج الساعي لسحب السلاح، على رأسهم اميركا، يعلمون ما يمكن أن تفعله المقاومة، وكيف يمكن أن تحوله في لحظة غضب، وهو أمر يرجونه، لإخماد جبهة أقلقت اسرائيل لأربعة عقود ونصف، ولم ينفع معها أي حلول، لكن في الوقت نفسه، يعرف بعض الحكماء والعاقلين اللبنانيين، حتى الذين اختلفوا مع المقاومة سياسياً بخطورة الاقتراب من أسد غضبان، اقصد الشيعة، وماذا يمكن أن يحل بالجميع .
التقديرات، التي نرجوها ونتمناها، هي إيجاد مخارج وأنصاف حلول، تمنع الزلزال القادم الى لبنان، ودولة الرئيس بري، هو أبو المواقف الشبيهة وسيدها، وقد يتم تأجيل الجلسة أو بعض بنودها التي تؤشر إلى انفجار الوضع وبالتالي انفجار البلاد، نحو الخميس ابتداءاً، ثم إلى تاريخ تكون معه قد تبلورت الحلول، رغم مشاغبات وشيطنات قد نشهدها من بعض فرق، شهدت العداوة التاريخية لخط المقاومة، وشهدت التقارب التاريخي لخط الصهاينة .
جلسة نارية ستكون بمواقفها ومخرجات قرارتها، ربما تكون الجلسة الأهم منذ سنين خلت لما ستتركه من نتائج .
بوجود الضامن الشيعي الكبير والوطني الجامع، دولة الرئيس نبيه بري، ستكون ايقاعات اللعب والشيطنات مضبوطة، لن ترتقي إلى مرتبة إنهيار الوطن، وستزيد الضغوط الخارجية، الأميركية تحديداً نحو لبنان وبعض الشيعة في هذا البلد، ولن تتعدى إلى نشوب اقتتال بين متخاصمين، رغم التهويل القادم جنوباً حيناً، وشرقاً وشمالاً أحياناً أخرى، لكثير اعتبارات اهمها، هل يملك أي من الافرقاء أو من يساندهم قدرة الدخول في أي نزاع مسلح في لبنان، في وقت يبقى الطرف الوحيد والقوي والذي يملك السلاح، يحافظ على مسافات أمان تمنع هكذا أمر، وهو يسعى لدرء خطر الفتنة والاقتتال، وإبقاء عنصر الوحدة الوطنية الذي يقوي لبنان أمام كل التحديات، قوياً بهذه الوحدة التي لن تنهيها مكائد الآخرين .
توجه نحو تخفيف التصعيد، عبر حلول واقتراحات لمن خَبِر الحلول وأتقن فنونها والسؤال الصدمة الأول سيكون في الجلسة، أن المقاومة تسير في تسليم سلاحها، ولكن مع وجود بديل يُعتد به، ويكون بديلاً قادراً وحقيقياً وهو سيحرج الداخل الذي يعجز عن إيجاد البديل، وأميركا التي لطالما منعت تسليح الجيش اللبناني بأسلحة تفيد الحماية والدفاع .
يملك الجيش الكثير من الشجاعة والإرادة للمواجهة والوقوف في وجه أي أخطار أتت من أي جهة، لكنه لا يملك القدرة ولا القرار لتأمين اللوازم والتجهيزات الكفيلة بالحماية والدفاع .
إذن جلسة صاخبة ستكون الثلاثاء لن تؤدي ما هو مطلوب منها من قرارات لجهة سحب السلاح، لما له من أهوال على الداخل اللبناني رغم الضمانات الغربية، ولن يساوي الحبر الذي سيُكتب عليه، في حال إقرار أي بنود تنتقص من الكرامة، وهو أمر أكدته قيادة المقاومة، وأفهمت من يعنيهم الامر، إنْ بالمباشر أو عبر الرسائل والوسطاء، يعني أن لا خوف من الثلاثاء القادم، كما لم يكن هناك خوف مما سبقها أو خوف مما بعدها وستبقى المراوحة سيدة الموقف، لعدم جرأة وقدرة أي طرف مناهض، على السير في أي قرارات تصادمية .
حمى الله لبنان، وكل العرب، رفع الظلم عن كل مظلوم، لا سيما مظلوميي فلسطين المحتلة، وتمنٍ أخير على أولئك المطبلين والمستقوين بالاخرين ، هي نصيحة وفرصة، أن لا تأخذكم الحمية، ولا تخدعكم الوعود الكاذبة، واعتبروا مما سبق، وتيقنوا بقلوبكم وعقولكم، أن لبنان وطن عربي تاريخي، جمع كل الديانات وسيستمر بجمعها وهو وطن نهائي لكل اللبنانيين، لن يكون للجميع عنه أي بديل، وتجهزوا واستعدوا لأن غداً يوم آخر
حمزة العطار
ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها